سورة الإسراء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{وإمَّا تعرضنَّ عنهم...} الآية. كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سأله فقراء الصَّحابة ولم يكن عنده ما يعطيهم أعرض عنهم حياءً منهم، وسكت، وهو قوله: {وإمَّا تعرضنَّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك} انتظار الرِّزق من الله تعالى يأتيك {فقل لهم قولاَ ميسوراً} ليِّناً سهلاً، وكان إذا سُئل ولم يكن عنده ما يُعطي قال: يرزقنا الله وإيَّاكم من فضله.
{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} لا تُمسكها عن البذل كلَّ الإِمساك حتى كأنَّها مقبوضة إلى عنقك لا تنبسط بخيرٍ {ولا تبسطها كلَّ البسط} في النَّققة والعطيَّة {فتقعد ملوماً} تلوم نفسك وتُلام {محسوراً} ليس عندك شيء، من قولهم: حسرتُ الرَّجل بالمسألة: إذا أفنيتَ جميع ما عنده. نزلت هذه الآية حين وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، ولم يجد ما يلبسه للخروج، فبقي في البيت.
{إنَّ ربك يبسط الرزق لمَنْ يشاء ويقدر} يُوسِّع على مَنْ يشاء، ويُضيِّق على مَنْ يشاء {إنَّه كان بعباده خبيراً بصيراً} حيث أجرى رزقهم على ما علم فيه صلاحهم.
{ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم} سبق تفسيره في سورة الأنعام وقوله: {خِطْئاً} أَيْ: إثماً.


{ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق} بكفرٍ بعد إسلام، أو زنا بعد إحصانٍ، أو قتل نفسٍ بتعمُّدٍ {ومَنْ قتل مظلوماً} أَيْ: بغير إحدى هذه الخصال {فقد جعلنا لوليه} وارثه {سلطاناً} حجَّةً في قتل القاتل إن شاء، أو أخذ الدِّية، أو العفو {فلا يسرف في القتل} فلا يتجاوز ما حدَّ له، وهو أن يقتل بالواحد اثنين، أو غير القاتل ممَّنْ هو من قبيلة القاتل، كفعل العرب في الجاهليَّة. {إنَّه} إنَّ الوليَّ {كان منصوراً} بقتل قاتل وليِّه والاقتصاص منه. وقيل: {إنَّه} إنَّ المقتول ظلماً {كان منصوراً} في الدُّنيا بقتل قاتله، وفي الآخرة بالثَّواب.
{ولا تقربوا مال اليتيم إلاَّ بالتي هي أحسن} يعني: الأكل بالمعروف، وذكرنا هذا في سورة الأنعام. {وأوفوا بالعهد} وهو كلُّ ما أمر به ونهى عنه {إنَّ العهد كان مسؤولاً} عنه.
{وأوفوا الكيل} أتمُّوه {إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المسقيم} بأقوم الموازين {ذلك خيرٌ} أقرب إلى الله تعالى {وأحسن تأويلاً} عاقبةً.
{ولا تقف ما ليس لك به علم} لا تقولنَّ في شيءٍ بما لا تعلم {إنَّ السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً} أَيْ: يسأل الله العباد فيم استعملوا هذه الحواس.


{ولا تمش في الأرض مرحاً} أَيْ: بالكبر والفخر {إنَّك لن تخرق الأرض} لن تثقبها حتى تبلغ آخرها، ولا تطاول الجبال، والمعنى: إنَّ قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ، فيكون ذلك وصلةً إلى الاختيال، يريد: إنَّه ليس ينبغي للعاجز أن يبذخ ويستكبر.
{كلُّ ذلك} إشارةٌ إلى جميع ما تقدَّم ذكره ممَّا أمر به ونهى عنه {كان سَيِّئُهُ} وهو ما حرَّم الله سبحانه ونهى عنه.
{ذلك} يعني: ما تقدَّم ذكره {ممَّا أوحى إليك ربك من الحكمة} من القرآن ومواعظه وباقي الآية مفسَّر في هذه السُّورة. ثمَّ نزل فيمن قال من المشركين: الملائكة بنات الله: {أفأصفاكم ربكم بالبنين} أَيْ: آثركم وأخلص لكم البنين دونه، وجعل لنفسه البنات {إنكم لتقولون قولاً عظيماً}.
{ولقد صرَّفنا} بيَّنَّا {في هذا القرآن من كلِّ مثل} يوجب الاعتبار به، والتَّفكُّر فيه {ليذكروا} ليتَّعظوا ويتدبَّروا {وما يزيدهم} ذلك البيان والتَّصريف {إلاَّ نفوراً} من الحقِّ، وذلك أنَّهم اعتقدوا أنَّها شُبَهٌ وحيلٌ، فنفروا منها أشدَّ النُّفور.
{قل} للمشركين: {لو كان معه} مع الله {آلهة كما يقولون إذاً لابْتَغَوْا إلى ذي العرش سبيلاً} إذاً لابتغت الآلهة أن تزيل ملك صاحب العرش.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8